الدكتور بسام الزعبي
شراكة صناعية تكاملية أعلن عنها في أبوظبي بين الإمارات ومصر والأردن، هدفها تعزيز التكامل الصناعي مع الدول العربية والعالم، وتمكين التنمية الصناعية في الدول الثلاث، وتنويع الاقتصاد، وتوفير فرص واعدة للأجيال القادمة، في ظل مزايا عديدة تتمتع بها الدول الثلاث؛ يمكن أن تشكل قوة صناعية واقتصادية صلبة في حال تكاملها واتحادها بشكل صحيح.
تأسيس هذه الشراكة جاء بمبادرة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة؛ وهي تقوم على أساس تخصيص صندوق استثماري؛ تديره شركة (القابضة) الإماراتية (ADQ) بقيمة 10 مليارات دولار، للاستثمار في القطاعات المتفق ضمن الشراكة وهي؛ الزراعة والأغذية والأسمدة والأدوية والمنسوجات والمعادن والبتروكيماويات، وهي قطاعات مهمة ورئيسية وحيوية، خصوصاً في ظل ما يشهده العالم حالياً من أزمات متتالية في مجال الأغذية والأدوية والأسمدة.
وستوفر هذه الشراكة فرصاً صناعية حيوية، وستسهم في تنويع الاقتصاد، وتعزيز المرونة والنمو الاقتصادي المستدام، وزيادة تنافسية ومرونة القطاع الصناعي في الدول الثلاث، كما أن هذه الشراكة ستستفيد من مجالات التكامل بين المقومات والمميزات والقدرات والإمكانات والخبرات في الدول الثلاث؛ بما في ذلك العمالة الماهرة، والمواد الأولية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، والبنية التحتية المتقدمة، في الوقت الذي زادت فيه جائحة كورونا والأوضاع الجيوسياسية؛ من أهمية التكامل والعمل لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجالات الأساسية.
وستوفر الشراكة فرصةً حقيقية لزيادة إنتاج القمح والذرة في الدول الثلاث، من 16.5 مليون طن إلى حوالي 30 مليون طن سنوياً، وزيادة إنتاج الأسمدة والأعلاف لمواكبة النمو في قطاعات الألبان واللحوم والدواجن وتصنيع الأغذية، كما ستوفر الشراكة فرصاً لمشاريع جديدة في مجال الأدوية تقدر قيمتها بحوالي 5 مليارات دولار؛ خاصة في مجال إنتاج الأدوية البديلة وتصنيع المكونات الفعالة للأدوية، والتي يزداد الطلب عليها عالمياً باستمرار.
كما تأمل الدول الثلاث أن تساهم هذه الشراكة في رفع مساهمة صناعاتها في مجال البتروكيماويات في الناتج المحلي لهذه الدول، إذ أن هناك آفاق واعدة لتنمية هذا القطاع والصناعات المرتبطة به بقيمة تقدر بأكثر من 21 مليار دولار، فيما ترى الدول الثلاث أن قطاع المعادن يتيح فرصاً لمشاريع بقيمة 23 مليار دولار؛ من خلال استخدام هذه المواد لتصنيع منتجات ذات قيمة أعلى مثل، الزجاج والأسلاك الكهربائية ومكونات السيارات والألواح الضوئية للطاقة الشمسية.
فكرة هذه الشراكة بحد ذاتها مكسب كبير للدول الثلاث، وعلينا في الأردن أن نقدم أفضل ما لدينا من فرص استثمارية في المجالات التي تهتم بها الشراكة، وأن نقدم أفضل ما لدينا من خبرات وطاقات بشرية يمكنها أن تقدم أفضل ما لديها من أفكار ومقترحات لمشاريع تعود بالنفع على الأردن والدول الشقيقة، فلدينا الكثير الكثير مما يمكن أن نقدمه في مجال الأدوية والأسمدة والمعادن وغيرها، وهذا سيعود بالخير على الجميع.
02-حزيران-2022 00:34 ص